قدري
أن أمشي و الكون حولي ضياع
تستبق خطاي الهواجس
و لا تشعر قدماي بالوَنّ أو الوهن
لا حياة للجسد حين تسكنه مقابر النسيان
قدري أنتَ
تلبس جلباب الليل
و تمثل دور شبح الذكريات
في صورة ملاح لحست الشمس جبينه
و اختلطت رائحة السمك بعرقه
تهديني كل مساء نجوم البحر و الفيروز
وقدري
أن يكبر الملاح و تكبر الشطآن
و تتلاعب المجاديف بين أصابعه
و تسكر الأسماك من ملوحة وسامته
يصبح بحاراً يخشاه الموج
و تتمرغ فوق سجاده دمى الزبد الجوفاء
و قدرك أنا يا رباناً بلا سفينة
بلا دفة .....بلا مرساة
سوء قدرك... أني
تعلمت فن الغوص و أسرار المحيطات
ما عدت بحاجة لطعمك المسموم
كل ديدان الأرض باتت حرة
لأنها تخلصت من غباوة مدِك
و سخرت من جزرك بلا موج
بسببك كسرتُ قيود الحريم
و علمتُهن صنعة الشباك
حررتُهن من فك الحيتان
صِرن حوريات
و صرتُ ملكة الجان
فمن يزرع الريح يجني الكوارث
ومن يصطاد في عكر البرك
لابد مدنس بالوحل الثياب