السبت، 24 نوفمبر 2007

قـُيّـدَ ضد مجهول





سَكَنَ كُلُّ شيء

صمْتٌ غريبٌ رهيب

بَقايا أَنَّاةٍ خافِتة

عينانِ يلفهما اللهيب

و المحجر بركان مخنوق

خصلات ثائرة

كحيرة هارب من الوغى

يدان تستران ما تبقّى

مِن فضيحة ثَكْلَى

تُلَمْلِمُ شظايا النحِيب

اِلتَفَتَتْ إلى كل الوِجهات

و تضاربت مئات الصور

و إذا الطّريق نذير

يوشك اِبْتلاع المغِيب

تُغْرِِقُها وحشةُ الزمان مطَراً أسوداً

كثير الصبيب

تَجمعُ أَشلاء حاضر

أصبح قَبل الأوان

ماضي قَريب

تتعثر....

لم تعد تذكر

تشابهت الوُجوه

وتَشَابَكَت الأشكال

كيف يأتي المغيب

و الصبح لديها لم يتنفس

و قهقهات تمزق السكون

لم تعد تذكر..

سوى حذاءه الكبير العسكري

و حزام سرواله المتآكل

سقطت بندقيته أرضاً

فانحنى و لعاب غبي

بين شدقيه

وعيناه تخشى الرقيب

لم يبق من كرامة مبعثرة

سوى حقد و بعض جهد

و قطع من فستان بلا أزرار

وأشلاء متناثرة فوق جسدها

كاللهيب

تنتظر من يجمعها

و ينفخ فيها الروح

تبتعد عنها الخطوات

تهزأ
و ضحكات كالخناجر لا تهدأ

رعشة تملأ كينونتها كالدبيب

تمشي...

تمشي...

لا يُسْمَعُ إلا حفيف الأوراق

تحت أقدامٍ تحمل مصيرها

تشعر بوساخة العالم تلبسها

الموت أرحم من سؤال

في أعين الآخرين

الحاضر بداية النهاية

سياط الآتي والكيف تلسع

لا تريد الوصول

حدود الطريق موت مؤقت

من يكون القاضي الأول

ماذا ستحكي لهم

عن براءة سُرِِقََتْ

هل ستكون هناك مداولة
 

أم الحكم في بداية الجلسة

قبل النهاية؟
....
....
تهاوت فوق سرير

يحمل أسراراً

و أقداراً

يعرفها منذ زمن الغابات

و قبل التاريخ

احتضنها بهدوء

لم يسألها عن المصير

يعلم أنها لن تجيب

فقط احتواها

و أخذ وحده القرار

لن تكون هناك محكمة

ولا مداولة

لن تكون هناك قضية

لا مدونة تقصر أو تطول

فقد قُيدت ضد مجهول
.

الأحد، 18 نوفمبر 2007

في ثواني....




في ثواني

لا ساعات

يرحل البريق من عينيك

تنطفئ كل الشجون

أتحسس أي ركن به قبس

يشدني إليك

أتلهف لأي عطر

ظل يسكنني

سنين الأحلام فيك
 

أفتش عن قطرة

من رحيق ذكرياتنا الجميلة

لم تشفع لي دموعي

في ثواني

غاب كل شيء

كرنة أصبعيك

هكذا

كالوهم

كالسراب


أصبحت أنا في عينيك